يبحث الكثير من محبي العطور عن سر بقاء بعض الروائح لأوقات طويلة واختفاء بعضها الآخر بعد دقائق قليلة من الاستخدام. يثير هذا التساؤل اهتمام الجميع، خاصة عند شراء عطر جديد أو عند مقارنة عطور تحمل روائح متشابهة لكنها تختلف في الأثر والثبات. يظهر هذا التفاوت جلياً مع العطور الشرقية الشهيرة مثل العود والعنبر، التي غالباً ما تتميز بعمقها وقدرتها على البقاء لساعات طويلة.
يكمن سر هذا الاختلاف غالباً في تركيز العطور، والذي يُعد العامل الأكثر تأثيراً في مدى ثبات وقوة حضور الرائحة على البشرة أو الملابس. يستعرض هذا المقال أهم أسرار تركيز العطور، ويوضح العلاقة المباشرة بين نسبته وثبات العطر.
ما هو تركيز العطور؟
تركيز العطور يشير إلى النسبة التي تمثل كمية الزيوت العطرية النقية ضمن المنتج النهائي مقارنة بنسبة المذيبات مثل الكحول. هذه النسبة تحدد مدى قوة الرائحة وثباتها عند الاستخدام، إذ يعتمد التأثير النهائي للعطر بشكل كبير على مقدار الزيوت الأساسية المستخدمة في تركيبه.
كلما ارتفع تركيز العطر، زادت قوته واستمر ثباته لفترة أطول على البشرة. العطور ذات التركيز العالي تبرز مكوناتها بشكل أوضح وتدوم لساعات أطول، فيما تقدم التركيبات المخففة تجربة أخف وأنسب للاستخدامات اليومية أو في البيئات المغلقة.
كيف يقاس تركيز العطور؟
يقاس تركيز العطور عادة من خلال حساب نسبة الزيوت العطرية النقية مقابل المذيبات في تركيبة العطر الكلية، ويتم التعبير عنها بالنسبة المئوية، ما يسمح بتصنيف العطور حسب قوة ومدة بقاء الرائحة.
ما أبرز أنواع تركيز العطور؟
- عطور Parfum أو Extrait تحتوي عادةً على نسبة زيت عطري تتراوح بين 20% إلى 40%.
- Eau de Parfum تتراوح نسبة الزيوت فيها بين 15% و20%.
- Eau de Toilette تتراوح بين 5% و15% من الزيوت العطرية.
- Eau de Cologne تحتوي على تركيز منخفض يتراوح بين 2% و4%.
اختلاف هذه التركيزات ينعكس مباشرة على كثافة العطر، مدة ثبات رائحته، ومدى انتشارها في المكان.
كيف يؤثر التركيز على ثبات وانتشار العطر؟
- ارتفاع تركيز الزيت العطري في تركيبة العطر يجعل الرائحة تدوم لفترة زمنية أطول وتنتشر بشكل أوضح حول مرتدي العطر.
- العطور ذات التركيز العالي مثل parfum وextrait تحتوي على كميات أقل من الكحول، مما يقلل من سرعة تبخر الجزيئات العطرية ويبقيها على البشرة لساعات طويلة.
- العطور ذات التركيز المنخفض مثل Eau de Toilette وCologne تتضمن نسب مرتفعة من الكحول، ولذلك تتبخر بسرعة وتدوم عادة بين ساعتين وست ساعات فقط، مع قدرة انتشار أضعف مقارنةً بالتركيزات الأعلى.
- نوع وقوة المكونات الأساسية يلعبان دوراً أساسياً في انتشار الرائحة، وليس التركيز وحده هو العامل الحاسم.
- العطور التي تعتمد على قاعدة شرقية مثل العود والعنبر والأخشاب تُظهر ثباتاً عالياً حتى مع انخفاض التركيز، وذلك يعود لثقل جزيئات هذه المواد.
ما العلاقة بين التركيز والانتشار؟
العلاقة بين تركيز العطور وانتشارها وثيقة، فكلما زادت نسبة الزيت العطري في التركيبة، أصبحت الرائحة أكثر وضوحاً وانتشاراً حول من يرتديها، فيما تضعف قدرة الانتشار كلما انخفض التركيز بسبب سرعة التبخر.
لماذا تدوم بعض العطور أكثر؟
تعتمد مدة ثبات العطر بشكل كبير على نسبة الزيت العطري في التركيبة. العطور ذات التركيز المرتفع تميل للثبات لساعات أطول بفضل انخفاض نسبة الكحول فيها، مما يبطئ تبخر الجزيئات ويُبقي الأثر العطري قائماً على البشرة.
ومع ذلك، لا يتحكم التركيز وحده في مدة بقاء الرائحة، إذ تلعب تركيبة المكونات الأساسية دوراً محورياً. فالعطور التي تعتمد على الأخشاب أو العود أو العنبر تبقى لفترات طويلة بسبب ثقل جزيئاتها حتى مع تركيز منخفض. وبالتالي، قد تجدون عطراً منخفض التركيز لكنه يثبت طويلاً بفضل نوع المكونات التي تدخل في تركيبه.
كيف يحدد نوع المكونات ثبات العطر؟
تلعب النوتات العليا دوراً رئيسياً في تحديد الانطباع الأول للرائحة. هذه الطبقة الأخف غالباً ما تتألف من الحمضيات، الروائح العشبية، أو الزهور الخفيفة، وتتميز بسرعة تطايرها حيث تبقى عادة أقل من نصف ساعة على البشرة.
أما نوتات القلب والقاعدة فهي الركيزة الحقيقية لثبات العطر. تظهر نوتات القلب بعد زوال النوتات العليا، مثل العنبر والبلسم ولمسات الفانيليا، وتدوم ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات، مما يمنح العطر هويته المميزة. النوتات القاعدية تتسم بجزيئات ثقيلة مثل العود وخشب الصندل والباتشولي والعنبر، مما يجعلها الأكثر ثباتاً واستدامة. فهي تتبخر ببطء شديد ويمكنها أن تدوم أحياناً ليوم كامل، ما يمنح العطر طابعاً ثابتاً حتى مع انخفاض التركيز.
من بين الأمثلة على المكونات الشرقية القوية في قاعدة العطر:
- العود يعطي العطر قوة وثباتاً استثنائياً.
- خشب الصندل يضفي عمقاً دافئاً يدوم لساعات طويلة.
- الباتشولي يثري الرائحة بقوام ترابي كثيف وطويل الأمد.
- العنبر يعزز الاستقرار والدفء في التركيبة ليبقى أثر العطر ملموساً طوال اليوم.
ما هي أفضل عطور شرقية بثبات عالي؟
يبحث الكثيرون عن عطور شرقية تجمع بين الفخامة والثبات، خاصة تلك التي تحمل توقيع خبرات عريقة من المملكة العربية السعودية، إذ يعود تاريخ صناعة العطور في متجر السرتي إلى عام 1929 لدى المصنع الأول للعطور، حيث يمزج الفن مع العراقة في كل زجاجة ليحافظ العطر على سحره وأصالته.
عود كوبان 210 ملي
يبرز عطر عود كوبان 210 ملي بتصميم زجاجته الكلاسيكي الأنيق المزدان بشعار Surrati، ويأتي بلون برتقالي يرمز للفخامة والدفء. يبدأ العطر بمقدمة بلسمية شرقية تمنح انطباعًا أوليًا ساحرًا، ثم ينكشف قلب العطر المكون من العنبر الذي يضفي إحساساً بالدفء والراحة. يعزز خشب الأرز قاعدة العطر ليضمن ثباتًا عميقًا ويدوم لساعات طويلة. عود كوبان يناسب الاستخدام اليومي وكذلك المناسبات الخاصة بفضل رائحته الغنية والفاخرة.
عود دي لا نويت
يقدم عطر عود دي لا نويت من Surrati تركيبة شرقية متفردة في زجاجة عصرية أنيقة. تفتتح الرائحة بخشب الصندل الذي يمنح العطر دفئًا وهدوءًا واضحاً، بينما يتوسطه قلب غني بعنبر ممزوج بلمسة ناعمة من الفانيليا الفاخرة. تكتمل القاعدة بمزيج من الشوكولاتة والباتشولي، ما يمنح ثباتاً غنياً يدوم ويضفي نزعة فاخرة فريدة. يُعد هذا العطر خياراً ملائماً للمناسبات المميزة والليالي الراقية، ويتميز بمكونات منتقاة بعناية من النفائس الشرقية.
كيف تحافظ على استقرار وثبات عطرك؟
تصميم عبوة العطر وجودة الزجاجة يؤثران بشكل مباشر على ثبات تركيز العطور. الزجاجات المصنوعة من الكريستال أو الزجاج السميك تؤمن عزلاً فعالًا ضد الضوء والهواء، ما يقلل من تعرض العطر للعوامل البيئية التي تسبب تغير رائحته. كما أن اختيار عبوة داكنة أو غير شفافة يضيف طبقة حماية إضافية، إذ تقي العطر من الأشعة فوق البنفسجية التي قد تعجّل بتكسر المركبات العطرية.
التخزين الصحيح للعطر يعد أمرًا أساسيًا للحفاظ على بقاء الرائحة وجودتها. وضع العطر في مكان بارد ومعتم مع حرارة تتراوح بين 15 و25 درجة مئوية ورطوبة منخفضة يقلل من احتمالية تلف المكونات ويحمي تركيز العطور من الفقدان السريع.
الغلق المحكم للزجاجة يمنع تسرب الهواء إلى داخل العبوة، ما يحد من عمليات الأكسدة الضارة بثبات الرائحة. تكرار فتح العطر دون التأكد من الإغلاق الجيد يؤدي إلى تسرب الرائحة وتغير جودتها مع الوقت، لذا من المهم إغلاق العبوة بإحكام بعد كل استخدام.
الأسئلة الشائعة حول تركيز العطور
ما هو أفضل تركيز للعطور؟
اختيار التركيز الأنسب للعطور يتوقف على تفضيلاتكم المتعلقة بقوة العطر وثباته؛ إذ يعد Eau de Parfum بتركيز 15%-20% خياراً لمن يبحثون عن توازن بين الكثافة والثبات، بينما يناسب Eau de Toilette بتركيز 5%-15% من يفضلون رائحة أخف وأقل دواماً، ويعد Eau de Cologne بتركيز 2%-4% خياراً مثالياً للانتعاش اليومي السريع.
ما هو التركيز الأقوى في العطور؟
التركيز الأعلى للعطور هو Parfum أو Extrait حيث تصل نسبة الزيت العطري إلى حدود 20%-40%، ما يمنح العطر قوة فائقة وثباتاً يدوم لساعات طويلة، ويجعل تجربته أكثر فخامة وغنى بالمكونات العطرية.
ما هو الفرق بين أنواع تركيز العطور؟
الفرق بين أنواع تركيز العطور يكمن في نسب الزيت العطري والكحول في التركيبة؛ فكلما ارتفعت نسبة الزيت العطري زادت كثافة وثبات الرائحة، بينما التركيزات الأقل تمنحكم عطراً أخف يناسب الاستخدام اليومي واللحظات سريعة التجدد.
اختيار تركيز العطور المناسب مع الانتباه لمكوناته وطريقة حفظه يُعد من العوامل الأساسية للحصول على تجربة عطرية تدوم وتمنحكم ثباتًا يليق بعشاق الفخامة والرقي، مع انتعاش يحافظ على تألق الحواس طوال اليوم.
اقرأ ايضًا : ما هو تأثير العطور على الجروح؟